--------------------------------------------------------------------------------
بعد ثمانية أيام من الحصار والاشتباكات بالأسلحة والاقتحام.. انتهت مراحلها الرئيسية يوم الاثنين أول مارس.. نجحت قوات الشرطة في القضاء علي أسطورة عائلة أولاد حنفي في جزيرة وقرية النخيلة في مركز أبوتيج في جنوب أسيوط والقبض علي زعيم العصابة 'عزت حنفي' و40 فردا من أسرته.. وغيرهم من المجرمين.. ومصادرة كميات كبيرة من النباتات المخدرة من حشيش وأفيون وبانجو.. وبذور هذه الزراعات وتحرير الأسر التي كان يستخدمها كرهائن في الجزيرة.. وقد بلغت المضبوطات 160 فدانا بانجو و600 كيلو جرام بانجو جاف و500 كيلو بذور أفيون وتدمير 40 دشمة و8 منازل و65 قطعة سلاح منها أسلحة إسرائيلية.
هناك كانت (آخر ساعة).. وكان هذا التحقيق..
في الرابعة من عصر الاثنين أول مارس، وقف اللواء علي عبدالرحمن مدير أمن أسيوط.. أمام مبني البحث الجنائي في مدينة أبوتيج.. يتلقي التهاني من الجميع..وسط فرحة تشع من عيون رجاله المتحلقين حوله علي اختلاف رتبهم.. استقل سيارته.. وأمامه موتوسيكل أطلق سارينة الأمان..
لم نتلق الاجابات من رجال الأمن حولنا.. لكن من آلاف الأهالي الذين التقطوا فحوي الرسالة قبلنا.. مندفعين من الشوارع الجانبية.. وفي الشرفات التي كانت خالية لأيام خلت.. يهتفون ويهللون ويرقصون في فرحة طاغية :
' الصحافة فين.. الحكومة أهي '
في تحية تقدير واعتراف بجميل ودور رجال الشرطة الذين استطاعوا بعد مجهود وقتال وإشتباكات حامية وحاسمة علي مدي ثمانية أيام متصلة من القضاء علي أسطورة وسطوة أولاد حنفي في جزيرة ومدينة أبوتيج في أقصي جنوب أسيوط.. وذلك بعد سنوات طويلة من الجبروت والقسوة والإجرام والاتجار في كل الممنوعات من مخدرات وزراعاتها وبيع الأسلحة والآثار والنقود المزيفة..
وعائلة أولاد حنفي.. واحدة من عائلات الصعيد في محافظة أسيوط.. كانت في الأصل تقيم في قرية 'فليو' علي بعد كيلو مترات من أبوتيج..وطردوا منها عام ..1959 نتيجة لإجرامهم وقسوتهم.. فجاءوا إلي جزيرة النخيلة.. وهي جزيرة من طرح النيل.. في أقصي قرية النخيلة.. وممتدة في النيل بمساحة حوالي 4 كيلو مترات مربعة.. وامتلكوا في الأصل ثلاثة أفدنة فقط.. وبعد فترة قام جدهم الأكبر بفرض سطوته وقوته علي جيرانه في الجزيرة واستولي علي أراضيهم بأبخس الأسعار.. ثم مع تطور قوة العائلة أخذوا عنوة بل وفرضوا علي بعض أصحابها العمل في أراضيهم لحساب أولاد حنفي..
وتزايد التاريخ الإجرامي للعائلة في ثمانينات القرن الماضي.. بقيادة الجيل الثاني.. وهو الذي ينفذ حكم أشغال شاقة مؤبدة لمدة 15 سنة حاليا 'محمد حامد حنفي' والذي توقف بعد حملة مداهمة للشرطة في الثمانينات أوقفت قليلا نشاط هذه الأسرة..
ولكنهم عادوا إلي جرائمهم بعد ذلك مستغلين انشغال الأمن في مواجهة الإرهاب واستغل الجيل الثالث 'لأولاد حنفي'.. هذا الواقع الجديد.. لصالحهم.. بل وطوروه بعلاقات متشعبة مع قيادات شعبية وسياسية..خاصة وأن دورهم امتد ليؤثر في عملية الانتخابات وتأييد مرشح ضد آخر.. وتوازي مع ذلك تطورهم في زراعة المخدرات والاتجار بها بالملايين.. وتجميع مطاريد الجبل والخطرين في جزيرتهم التي أصبحت معزولة لهم لا يدخلها غيرهم..
***
ولعل استقراء سريعا لمجمل أحداث الأيام الثمانية لحملة القضاء علي الاجرام في جزيرة وقرية النخيلة.. توضح كثيرا هذا الدور:
مساء الثلاثاء 24 فبراير.. كان ذروة إحكام الشرطة لحصارها للجزيرة.. ورصد كل القلاع التي أعدها المجرمون.. أعلي بعض البيوت ليحكموا الدفاع عن الجزيرة.. وكان نهاية لتحرشاتهم المعنوية لرجال الشرطة المتربصين في عرباتهم المدرعة.. كانت أوامر الشرطة لرجالها بالرد علي بعض طلقات أطلقوها علي العربات للأستفزاز.. فقدكانت أوامر هذا اليوم علي الرد الحاسم النهائي علي أي مصدر نيران..والقبض علي أي خارج للقانون..
هنا.. اتضح للمجرمين.. أن الأمرجاد لا محالة.. فبدأت عمليات لمساومة الشرطة علي تركهم لجزيرتهم ومخدراتهم..
قاموا بإطلاق النار علي قطار أسيوط سوهاج، ووقف حركة قطار الصعيد لمدة 7 ساعات..
في الفجر.. قاموا بإجبار الأهالي المقيمين في البيوت المطلة علي الجزيرة.. علي ترك منازلهم وأخذهم للجزيرة كرهائن يساومون عليهم.. وقاموا بتكديسهم في غرف ضيقة.. وأعطوهم أقل الطعام.. وكان كلام عزت حنفي لهم واضحا 'أنتم أغلي عند الحكومة مننا' لذلك جاهد للمساومة عليهم..
وكان يستغلهم ليلا في اقتلاع الزراعات المخدرة والقائها في النيل.. حتي طفت كميات ضخمة منها علي سطح النهر صباحا، ومعها أقراص أفيون خام.. تم جمعها من الشاطيء المقابل بمعرفة الأهالي والشرطة..
في اليوم التالي.. حاولوا تفجير محطة بنزين علي رأس القرية.. لكن أصابع الديناميت لم تنفجر.. وكان هدفهم إحداث كارثة تلهي الشرطة وتفتح باب المساومة..
وكان رأي الشرطة الحاسم.. هو رفض أي مساومات..
***
لم ير الأهالي نور الحرية إلا يوم الأثنين.. بعدما قام رجال عزت حنفي بغلق باب حديدي بالمنزل عليهم وفتحوا أنابيب الغاز حولهم.. لكن الأهالي كسروا الباب وهربوا رافعين أيديهم مرددين 'ا
أكبر' حتي لا يضربهم أحد من الشرطة أو المجرمين.. وأمام مبني البحث الجنائي هلل الرجال وزغردت النساء منهم.. كانوا منهكين وهم يروون حكايات مزعجة وأكثر ما هزني هناك، رجل احتضن ثلاث فتيات وأخذ يبكي قال أنهن بنات أختي محتجزات من 8 أيام ولم أستطع عمل شيء لهن.. وسيدة باركت لها علي النجاة.. لتذهب إلي بيتها فوقفت عاجزة مندهشة.. أأذهب إلي بيتي؟!!.. وكأنها لا تصدق!!
***
وعلي مدي أيام تطورت حملة الشرطة.. التي تصاعدت حتي الهجوم بعد ذلك والذي انتهي عصر الاثنين بسقوط الجزيرة وسقوط الزعيم عزت حنفي.. كان هناك أربعة أرقام لتليفونات محمولة.. منتشرة بين المتجمعين في شارع أبوتيج من صحفيين وإعلاميين وغيرهم.. يرد عليها عزت ورجاله ليديروا حوارات صحفية، أو ينشروا معلومات او إشاعات.. وتطورت هذه الاتصالات لتصل إلي محطات فضائية عربية وأجنبية.. أخذت تتصل علي الهواء بأفراد العصابة.. وكأنها أجواء معارك العراق.. وتطورت الاتصالات حتي الإعلان عن حقيقة موقفهم من الثأر والمخدرات.. وفي النهاية الفضائح بإعلان أسماء بعض الذين يتلقون منهم أموالا للتغاضي عنهم..
واللافت للنظر.. أنه في فرحة انتصار الشرطة يوم الأثنين.. لم ألاحظ وجود أي كاميرا حية لفضائية من الفضائيات تسجل فرحة الأهالي الحقيقية..
وقبل سقوط عزت حنفي.. بيوم واحد.. ترددت عبر أجهزة المحمول الخاصة به إشاعات أطلقتها أصوات نسائية.. مرة بأنه قتل.. وأخري قبض عليه.. وثالثة بهروبه.. وردد أحد الواقفين ساخرا.. فاكر نفسه صدام حسين.. بل وأجاب أحد رجاله علي المحمول.. عن نهاية هروب عزت حنفي ومدتها.. فقال أن بن لادن هربان ولم يفلح العالم في الوصول إليه..
ولا يخلو الأمر هنا من غرابة بعد ذلك.. في اكتشاف خندق خاص بزعيمهم عزت حنفي.. نفذه تحت الأرض خلف منزله للهروب منه عند الأزمات وجهزه بوسائل إعاشة..
وطرافة أيضا.. عما قيل عن عشيقة جميلة، كانت زوجة لتاجر مخدرات مسجون حاليا، تقيم مع عزت في منزله.. وأصرت علي البقاء معه حتي النهاية، رغم أنه هرب زوجته وبناته خارج الجزيرة قبل تفاقم الأحداث.. وعندما اقتربت لحظات السقوط تناول الاثنان 'سم فئران' لكي يموتا سويا.. وكأنهما هتلر و إيفابيرون.. ويبدو أنها تحمست زيادة.. فماتت علي الفور.. بينما استطاعت اثنتان من خادماته إجباره علي شرب كوب من 'المش الصعيدي' ليتقيأ كل ما في معدته.. وينجو من الموت.. لكنه يصل مجهدا لرجال الشرطة.. راكبا حمارا.. حيث نقل إلي مستشفي جامعة أسيوط، لوجود مركز لمكافحة السموم به.
جرائم مروعة
وبالعودة لأصول الأحداث.. نجد أن أسرة بهذا الجبروت وسط مجتمع صعيدي قبلي تقليدي لابد أن تصطدم مصالحها مع عائلات أخري.. وهنا ظهر الصراع ضد عائلة 'سباق' في محاولات لإجبارهم علي ترك أرضهم ومنازلهم، ورفض من عائلة 'سباق' نتج عنه عمليات ثأر متبادلة. اعتمد فيها الطرفان علي القضاء علي كل أطراف العائلة 'قتل كل إخوة مرزوق سباق وزوجته وزوجة أخيه، والرد بقتل أقوي أبناء حنفي، وهو حسن الذي أدي مقتله في شهر سبتمبر الماضي إلي حالة 'سعار' انتابت عائلة حنفي.. ومثلوا بجثة قاتله بصورة يصعب وصفها..
المؤلم والتقليدي في المجتمع الصعيدي هنا.. أن النار بدأت من مستصغر الشرر في مشادة عادية سخيفة.. من أحد أفراد عائلة حنفي.. ذهب ليشتري علبة سجائر من بقال من عائلة سباق، قائلا.. 'هات علبة سجائر لسيدك يا واد'.. ومن يعرف عنف الكرامة الصعيدية والنعرات القبلية.. يعرف خطورة كلمة 'سيدك، وياواد'. ورغم تفاهة الأحداث إلا أنه كان بداية العنف والتحدي.. الذي وصل إلي احتجاز مرزوق سباق داخل منزله لفترة أربع سنوات منذ عام 2000 ولم يخرج إلا يوم الثلاثاء الماضي '3مارس'
وتورط في الأمر عائلة الزاكي المجاورة في منازلها لعائلة سباق.. حيث استغل أولاد حنفي هذه الجيرة واستخدموا منازلهم في عملية ثأرية ضد عائلة سباق. فردت عائلة سباق بقتل عدد من عائلة الزاكي.
وتروي في الأحداث. ممارسات غريبة علي المجتمع الصعيدي ومؤلمة. من قتل لأتفه الأسباب.. ويقال تم هتك عرض فتاة بطريقة علنية في الشارع، وأصر البعض بإحضار زوجته وبناته للجزيرة والاستيلاء علي أحد القصور القديمة بثمن بخس جدا.
وإن ردد البعض أن هذه الأمور كانت تتم في إطار عملية تجارة المخدرات.. أمام بعض التجار الذين حاولوا عدم سداد مبالغ كبيرة عليهم أو تمردوا علي أولاد حنفي، وأن معظم ما تم كان لأخذ الأسر كرهائن أو لكسر نفس هؤلاء الرجال وسط مجتمع صعيدي يعيش بالكرامة.
أبو تيج والنخيلة
وأبو تيج مدينة صغيرة في أقصي جنوب أسيوط. تقع في غرب النيل، اسمها في الأصل أبو تيك، أي مخزن الحبوب.. ومنها جاء اسم بوتيك، وحرفها العرب إلي أبو تيج.. عدد سكانها حوالي 720 ألف نسمة،، وتعداد سكان قرية النخيلة 40 ألفا، وجزيرة النخيلة بها ألفان من السكان.. وحوالي 8 مدارس ابتدائية و4 اعدادي ومدرسة ثانوية. وأراضيها حوالي 7 آلاف فدان.
من أبو تيج خرج كثير من أعلام الفكر والصحافة منهم الشاعر محمود حسن إسماعيل، والاستاذ سعيد سنبل والدكتورة عواطف عبد الرحمن والأستاذ إبراهيم نصر 'الممثل'
شارع أبو تيج الرئيسي تتراص علي جانبيه المحلات التجارية فهي سوق رئيسي في أسيوط لقربها أيضا من سوهاج وبها عدة مصانع شهيرة للدخان والشاي.. وإن كانت بها نسبة بطالة عالية.
أغرب وأسخف ما سمعته في الأحداث.. أن أرخص شيء كان يباع في أبو تيج قبل حملة التطهير.. كان مخدر البانجو كان أرخص من أي وجبة بسيطة لهذا 'خربوا الشباب' كما قال لي أحدهم.
قرية النخيلة.. تبعد عن أبو تيج بحوالي ثلاثة ونصف كيلومتر منازل ريفية عادية علي شوارع ضيقة.. بعض المنازل بالطوب اللبن والبعض الآخر بالأسمنت المسلح.
أما الجزيرة.. كما شاهدناها عندما دخلنا بعربات الأمن المصفحة.. فلها مداخل أربعة ضيقة تمر علي ترعة صغيرة.. لولا مهارة السائق ما عبرناها.. لهذا فهمنا ما تقوم به الشرطة حاليا بشق طريق جديد في الجزيرة يسمح بمرور العربات لإحكام السيطرة عليها.
طريق الدخول. ضيق تحفه ترعة من اليمين وزراعات عالية وأشجار ملاصقة في اليسار. تمكن أي أحد من المهاجمة لولا يقظة رجال الأمن.
علي اليسار منزل ريفي لأسرة أخذت تمارس حياتها الطبيعية بعد الأمن، وهناك علي اليمين. منزل مرتفع قالوا منزل حسن حنفي الشقيق الأكبر المقتول، في منتصف الجزيرة منزل عزت حنفي، وهو منزل عادي بسيط من ثلاثة أدوار أعلاه طبق دش، وحجراته ذات أثاث بسيط، بذوق صعيدي تقليدي والملابس المتناثرة لا تدل علي ثراء.. وتم تحويل كل الفتحات في البيت إلي مزاغل لإطلاق النار وفي السطوح غرفة بها مراتب أسفنجية لرجاله حولهم حوائط بها مزاغل عديدة.. وأثار فوارغ رصاص كثيرة.. وموقد للفحم وبرادات شاي كهربائي وكميات من البانجو.
يجاور المنزل.. منزل ريفي قديم تقليدي قالوا منزلهم الأصلي قبل ثراء تجارة المخدرات ترتع فيه دجاجات وأرانب.
في أروقة المنزل تسجيلات قرآنية وكتب دينية، وأجندات تسجل تجارة المخدرات وأجندة صغيرة لمصروف منزل يومي من طعام ولحوم وخضار وأواني فخارية للمش، رائحتها تملأ البيت، ومطبخ به بوتاجاز وثلاجة وأدوات مطبخ شعبية وزجاجات خمور فارغة.
سألنا عن مصير الأراضي التي كانت تحت أيديهم وهي ذات مساحات ضخمة وكانت أصلا بلا صاحب وعرفنا أنها سيتم دراستها من قبل الدولة لتري فيه حلا.. وفهمنا الدور الحيوي الذي تقوم به الشرطة لشق طريق مواز للسكة الحديد وبناء برج أمني لمنع أي تعد علي القطارات في المستقبل، وشق طرق أمنية في الجزيرة للسيطرة عليها.
تساءلت كثيرا علي مدي ثلاثة أيام. عن ثبات هذا العنف الصعيدي.. رغم أن في المحافظة جامعة أسيوط المقامة من عام ..1957 أي قرابة نصف قرن مفروض أن تنشر الوعي وتغير مفاهيم المجتمع.. وهي فعلا قامت بالكثير في إطار البحث العلمي والأثر التعليمي والصحي والزراعي والصناعي لكن دورها في العلاج الاجتماعي مازال بعيدا. في مجتمع مازال صعب المراس. وعاداته وتقاليده أقوي من كل أجهزة الدش والمحمول والكمبيوتر وارتفاع نسبة التعليم.
حسمها بطرافة أحد المتحدثين. من أنه رغم كل شيء.. فإننا كصعايدة حطينا 'طوبة' في رؤوسنا وأشار إلي مخه لانتغير أبدا أمام الكرامة أو العنف.
والأمر لا ينتهي باستعراض سريع لدراسة هامة، رغم أنها تتطلب التحديث، عن العنف في أسيوط، أعدها مركز المستقبل بجامعة أسيوط بإعداد د. محمد إبراهيم منصور عام 93 تكشف بعض مؤشرات مجتمع أسيوط أهمها :
رغم أن جامعة أسيوط هي أول جامعة اقليمية في مصر.. إلا أنها مازالت في مجتمع ريفي طارد للسكان.. نظرا للفقر وقلة فرص العمل والبطالة والعنف.. فنصيب الفرد من الاستثمارات الزراعية لا يتعدي جنيهات بسيطة.. ونسبة الاستثمارات بها لا تتناسب مع عدد سكانها الذي يمثل 5 % من تعداد مصر كما أنها محافظة تتسم بالتركيب القبلي والطائفي، وارتفاع نسبة الأمية خاصة بين الإناث مع ظاهرة التسرب من التعليم.. كذلك ضعف دور المرأة في المجتمع والإحجام عن المشاركة السياسية.. وعمل المجتمع علي إفقار نفسه بنفسه بوضع كل استثمارات الأسرة الفقيرة أصلا في شراء السلاح الذي أصبح رمزا للمكانة الاجتماعية والقبلية ويكفي أن نعرف أنه في نهاية السبعينات ضبطت أسلحة في أسيوط قدرت بحوالي 24 مليون جنيه ورغم أن هناك فرصا جديدة للتنمية الصناعية والزراعية في المحافظة.. تستلزم إتساع هذه الاستثمارات وتشغيل أبناء المحافظة فيها والعمل علي دراسة المشاكل الاجتماعية ووضع حلول عاجلة لها.
القصه منقوله[b][center][i]