القران الكريم بصوت الشيخ سعد الغامدي بصيغة mp3 صوة نقي جدا
كاتب الموضوع
رسالة
الجوكر
عدد المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 06/03/2010
موضوع: القران الكريم بصوت الشيخ سعد الغامدي بصيغة mp3 صوة نقي جدا السبت مارس 06, 2010 8:28 am
الحمد لله على نعمة الإيمان، والحمد لله على نعمة القرآن، حمداً يليق بجلال ربنا وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق وصدق كما أمر ربنا وشرع، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أيها المسلمون: إن نعم الله على هذه الأمة خير الأمم وآخرها لا تعد ولا تحصى، لو تدبرها اللبيب العاقل لأدرك عظيم منة الله على هذه الأمة وأنها أمة مرحومة مكرمة، ولكن لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
أيها المسلمون: إن من أعظم النعم على هذه الأمة هي المعجزة الخالدة التي نزلت وأيدت رسولنا الكريم وتحدى بها العرب الفصحاء البلغاء، إنها نعمة القرآن الكريم، ذلكم الكتاب الذي أبهر العقول وأنا البصائر وشرح الصدور وأحيا القلوب وشفا النفوس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، كتاب هو كلام ربنا أعظم وأحلى وأجل كلام في الوجود، تحدى به كل البشر أن يأتو بمثله } قل لئن اجتمعت الإنس والجن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً { [الإسراء، 88]، تحداهم أن يأتوا بسورة فلم يستطيعوا، تحداهم أن يأتوا بآية فما استطاعوا، أين بلاغتكم أين فصاحتكم أيها العرب الأقحاح } ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل { [الحج، 62].
أيها المؤمنون: حديثنا اليوم عن القرآن وما أعذب وأجمل الحديث عن القرآن، كيف لا وقد وصفه الله بوصف ليس بعده وصف فقال جل وعلا: } إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا {9} وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {10} { [الإسراء، 9-10]، هذا أعظم وصف وصف به القرآن فهو يهدي لأقوم السبل وأعدلها وأوسطها وأسدها وأصحها وأيسرها فهو يهدي للتي هي أقوم في الاعتقاد والسلوك والعمل في حياة البشرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية فلا أعدل ولا أسد من طريق وهدي القرآن، وكل من ابتغى طريقاً غير طريق القرآن ضل وتخبط وعاش في بؤس وشقاء.
أيها المؤمنون يتجلى فضل القرآن وعظمته فيما يلي:
أولاً:القرآن أسهل العبادات وأكثرها أجراً فهي عبادة باللسان ولكن أجرها عند الله عظيم فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ )، فتخيل معي كم هو أجر من يقرأ جزءً من القرآن فيه المئات بل الآلاف من الأحرف نسأل الله الكريم من فضله.
ثانياً: قاريء القرآن والمشتغل به أعلى درجة وأقرب إلى الله من غيره فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )، وجاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: (مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ)والحديث في البخاري، وفي لفظ لمسلم وهو أصرح: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ )، والرسول صلى الله عليه و سلم بين الفرق بين الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأه بأوضح مثال وأبلغه فقد جاء في الصحيح من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه –عن النبي صلى الله عليه و سلم أن قال: (مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا) وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
أيها المؤمنون من عظيم فضل القرآن أن السكينة والطمأنينة والراحة بل حتى الملائكة تحضر من يقرأ القرآن كيف لا وربنا جل وعلا يقول (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )[الرعد، 28]، واستمع إلى هذه الواقعة والقصة التي حصلت في زمن النبي صلى الله عليه و سلم جاء في الصحيحين واللفظ للبخاري عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ فَقَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ وَسَكَتَتْ الْفَرَسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَانْصَرَفَ وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ قَالَ فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا قَالَ وَتَدْرِي مَا ذَاكَ قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى ).
والقرآن أحوج ما يكون الإنسان إليه حينما تنقطع به السبل حينما يكون يوم الحساب وينقطع العمل فقد جاء في صحيح: عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ )
القرآن يا أمة القرآن: من عظيم فضائله وحسناته ونعمه على هذه الأمة أن شفاء لها من كل داء عضوي أو نفسي أو روحي من مس أو سحر أو عين، يا مسلمون كم نحن نفرط ولا نلتفت للاستشفاء بالقرآن فالصحابة المعظمون له قد عالجوا به من لدغة الحية والعقرب والله سبحانه قبل ذلك يقول: } وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين { [الإسراء، 82]، وقال سبحانه: } قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء { [فصلت، 44]، وقال سبحانه: } يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين { [يونس ، 57]، والحديث عن الاستشفاء وتواتر القصص التي شاهدناها بأعيننا وشاهدها غيرنا تفوق العد والحصر في بيان إعجاز القرآن في شفاءه للأمراض المستعصية كالسرطان وغيره أجارنا الله وإياكم من كل سوء. القرآن يعصمك من أعداءك من شياطين الجن والإنس } وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً { [الإسراء، 45]، قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره لهذه الآية: "ولقد اتفق لي ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا –يعنى أن يجعل الله بينه وبين الكفار حجابا كي لا يؤذوه - قال :وذلك أني هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء وأنا أقرأ أول يس وغير ذلك من القرآن،فعبرا ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: (هذا ديبله) يعنى:شيطانا،وأعمى الله عز وجل أبصارهما فلم يروني.
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم